بقلم ماوو فنجينغ من تورونتوـ كندا
مايو ۲٠٠۳
اسمي ماوو فنجينغ. كنتُ أعمل كممرّضة جراحية في مستشفى تابع للمعهد الطبيّ في الصين. في أكتوبر ۱۹۹٦، غادرتُ الصين لزيارة زوجي في تورنتو، كندا. مارستُ الفالون دافا لأربع سنوات حتى الأن وشهدتُ تغييرات كبرى في جسمي وفكري. أودّ أن أشارك الجميع تجربتي وأقول أن الفالون دافا قادرة حقـّا على أن تنقذ حياة الإنسان.
عندما كنتُ في المدرسة عام ۱۹۷۸،أصبتُ بالتهاب الكبد (سي). من المعروف عند أخصّائيي الطبّ أنه من الصعب جدّا علاج التهاب الكبد وأنه يمكن لهذا المرض أن يتحوّل إلى تليّف كبديّ أو إلى سرطان الكبد. لازمني هذا المرض مدّة ۱۸ سنة. وفقا للعديد من أهمّ مستشفيات بيكين، كنتُ مصابة بالتهاب الكبد المزمن. تناولتُ الأدوية ثلاث مرات كل يوم طيلة عشر سنوات. لكن رغم العلاج الطويل، لم يتمكّن شيءٌ من شفاء المرض. عام ۱۹۹٥ أفادَ التشخيص أني كنتُ أعاني من تورّم الطحال وتصلـّب الكبد. كانت الأعراض الأساسيّة ألمًا دائمًا في الكبد وحول الطحال. وكان الألم يتزايد عندما أصاب بنزلة برد، أو أشعر بالتعب أو بالكآبة. كنتُ أعاني أيضًا من الغثيان، وانتفاخ البطن، وفقدان الشهية، والأرق، والتعب، وحساسية ضدّ الطقس البارد، ممّا سبّب لي الرجفة. كان لهذه الأمراض أثرٌ كبيرٌ على عملي وحياتي اليومية. نـُقلتُ إلى المستشفى عدّة مرات، وأطول فترة مكثتُ فيها هناك كانت ستة أشهر. على الرغم من أنني تلقيتُ أفضل علاج، بقيَ المرضُ موجودًا ولم تختفِ الأعراض بل خُففت فقط. نتيجة لفشل علاجات المستشفى، التجأتُ إلى أساليب أخرى مثل التشيغونغ، وحرق البخور، والصلاة لبوذا، والكهانة، وحرق الأوراق، والطبّ الصيني. اقترضتُ الكثير من المال لأستشيَر أشهر الأطباء والأخصائيين. لكن لا فقط لم تختفِ الأمراض، بل ظهرت أيضًا أربعة اضطرابات جديدة: التهاب المعدة، التهاب الحويدضة، التهاب الكلية، وانخفاض ضغط الدم. بات جسمي ضعيفا جدّا وأقدامي متورّمة وثقيلة. بات من الصعب جدّا أن أمشي ومن الأصعب أن أصعد السلالم. وبتّ غير قادرة على الذهاب إلى العمل.
عام ۱۹۹٦ أخذتُ إجازة مرضيّة ولازمتُ المنزل. عرفتُ في صميم قلبي أنّ ما من طريقة لشفائي. سألتُ طبيبي ذات يوم: “كم بقيَ لي من الوقت؟ أودّ أن أكون جاهزة فكريّا وعليّ القيام ببعض التحضيرات”. عرفَ أنه لا يمكنه أن يخفي عني الحقيقة بعد الآن، فتعاطف معي وقال لي: “على الأقلّ سنة واحدة، حسب ما أعتقد”. انهرتُ كليّا. كانت حياتي مريرة ومتعبة، لكنني أحببتها حتى حين كنتُ أشعر باليأس. كرهتُ أنني وُجدت في هذا العالم، وأنني سأتركه باكرًا. كنتُ حزينة للغاية وبكيتُ كثيرًا. أصبحتُ سريعة الغضب. لم يكن زوجي معي آنذاك، ولم يكن لديّ أحدٌ أعبّر له عن مشاعري. كنت أصبّ غضبي على والدي الذي كان عمره فوق الـ ٨٠ سنة. وغالبًا ما كنتُ أفقد صبري في المنزل، وأغضبُ على ابني دون سبب. كان الأصدقاء والأقارب يطلبون مني أن ألتزم بالهدوء. كيف لي ذلك؟ من يستطيع الالتزام بالهدوء وهو يموت؟
يوم ۲۲ يوليو من عام ۱۹۹٦ هو تاريخ لن أنساه أبدًا. منذ ذلك اليوم، بدأت حياتي تتخذ منحى آخر. ذلك الصباح، التقيتُ بامرأة مسنة تعيش في الجوار. عندما رأت حالتي الصحيّة الضعيفة، اقترحت عليّ أن أمارس الفالون غونغ وقالت أنها شُفيت من كلّ أمراضها عندما بدأت الممارسة. كان هذا الأمر شبيهًا بنور ضئيل يتراءى في الظلمة، لكني قررت أن أجربّه.
في السادسة صباحًا، ذهبتُ إلى موقع التمرين مع ابنتي البالغة من العمر تسع سنوات والمصابة أيضًا بداء الكبد. تعلـّمْنا التمارين واستعرنا نسخة من كتاب “جوهان فالون”. فتحتُ الكتاب في المنزل محاولة أن أجد طريقة لأشفي بها نفسي. أوّل ما رأيته كان صورة المعلم لي، وقد شعرتُ أنه طيّب ومألوف. اعتقدتُ أن الكتاب مثير للاهتمام، وقد ساعدني على فهم مصدر المرض وسبب عدم شفائي حتى الآن.
بعدما قرأتُ الكتاب، جاءتني فكرة: “أريدُ أن أكون ممارسة حقيقية”. في اللحظة التي جاءت هذه الفكرة، شعرتُ بأن الألم في كبدي خفّ فورًا. فمي الذي كان جافـّا لفترة طويلة، أصبح فجأة رطبًا. كلّ كلمة في الكتاب شدّتني إليها لدرجة لم أستطع ترك الكتاب من يدي، ونسيتُ كلّ شيء عن شفاء مرضي. كلما قرأتُ أكثر، شعرتُ براحة أكبر. ذلك اليوم قرأتُ بعض المحاضرات حتى الساعة الواحدة من صباح اليوم التالي.
عندما قمتُ بالتمارين في الصباح التالي، شعرتُ بأنّ جسمي خفيفٌ وأن الأعراض اختفت كلها. شعرتُ بأني خفيفة كالهواء عندما أمشي، وكأنّ شيئًا يدفعني نحو الأمام عندما أركب الدرّاجة. ولم أعد أشعر بالتعب عندما أصعد السلالم. شُفيَت ابنتي تمامًا أيضًا. بعد فترة، انضممتُ إلى مجموعة واسعة للممارسة، وجرّبتُ حالة موصوفة في الكتاب: عندما جلستُ للتأمل، شعرتُ بأن كلّ شيء اختفى من حولي، ما عدا عقلي وفكرة صغيرة واعية بأني أمارس التمارين.
بعد شهر من ذلك، خضعتُ أنا وابنتي إلى كشف طبّي عام: كلّ أماكن المرض عادت إلى حالة طبيعية. تلك الأمراض التي جعلتنا نتعذب لسنوات اختفت بعد يومين من ممارسة الفالون دافا. إنها أعجوبة حقـّا! كنتُ سعيدة جدّا واشتريتُ العديد من كتب المعلـّم لي وتسجيلاته المرئيّة والمسموعة. ذهبتُ أنا وابنتي لزيارة أقربائنا الذين يعيشون بعيدًا جدّا لنعطيهم الكتاب ونخبرهم عن تجربتنا. بعد فترةٍ وجيزةٍ، بدأوا هم أيضًا بممارسة الفالون دافا.
لاحظ زوجي التغييرات التي حدثت لنا عندما انتقلنا للعيش معه خارج البلاد، فبدأ هو أيضًا بممارسة الفالون غونغ. أمّا أنا، فلم أشفى فقط، بل أنجبت ولدًا بموفور الصحة في نوفمبر ۱۹۹۷. عندما علم أهلي في الصين بالأمر، لم يصدّقوا الخبر. ما زال بعضهم حتى الآن يعتقد أني تبنـّيْت طفلاً. فالون دافا قادرة على فعل العجائب، وقد وهبتني حياة جديدة.
بعد أن شفيتُ من كلّ أمراضي، تذكّرتُ المُشرف في المستشفى الذي قضى بسبب سرطان الكبد المسبوق بالالتهاب؛ تذكّرتُ أيضًا زميلاً في الدراسة قضى بسبب مشكلة في الكبد. لو كانا قد مارسا الفالون دافا، لكانا على الأرجح على قيد الحياة الآن. لطالما فكّرتُ في المرضى الذين تقاسمت معهم غرف المستشفيات، وفي الأيام التي قضيتها أنا ومرضى الكبد من كلّ أنحاء الصين ننتظر ٢٠ ساعة يوميّا في الطابور لرؤية طبيب معروف، إذ كان هذا الأخير يعالج فقط ٢٠ مريضًا كل أسبوع. فكّرتُ بالذهاب إلى الصين لأقول لأولئك الذين ينتظرون في الطابور: لم أتكلـّف أيّ مال لأشفى من المرض. غير أنني لا أستطيع الذهاب بسبب الاضطهاد القائم ضد الفالون غونغ. أشعر بعدم الراحة وأنا أعلم أنهم لا يزالون يعانون من آلام عدّة.