بقلم هوليا من البيرو
نوفمبر ۲٠٠٤
تعد كوزكو، وهي مدينة قديمة مشهورة في البيرو، واحدة من أشهر عشرة مواقع تاريخيّة في العالم. ماتشو بيتشو هو أكثرمواقع الهنود الحمر التاريخية شهرة، ويسمّى أيضًا “مدينة الآنكا الضائعة”. شُيّدت المدينة على جبل شديد الانحدار على ارتفاع ۳۸٠٠ متر. ولا تزال الأسئلة قائمة حولَ الطريقة التي استخدمَها الهنود الحمر لنقل الحجارة العملاقة إلى أعلى الجبل.
عاشت هوليا، وهي من الهنود الحمر في قريةٍ جميلةٍ يحيط بها الجبال في “مدينة الآنكا الضائعة”. وُلدت وترعرعت هناك. كانت تزرع الذرة وترعى الماشية والأغنام بجدّ كلّ عام. مع ذلك، لم تنمُ الذرة أبدًا بشكلٍ جيّد بسبب التربة الفقيرة ومناخ الهضبة الجاف والبارد. عاشت هوليا وزوجها حياة صعبة للغاية. اضطرّ أبناؤها الأربعة لمغادرة البلدة واحدًا تلو الآخر والذهاب إلى أماكن أخرى لكسب العيش. وكانت هوليا وهي في سنّ الحادي والثمانين تعاني من أمراض كثيرة، ممّا زاد من معاناتها. وقد حزنت أكثر عندما فقدت سمعها في كلتا الأذنين ذات ليلة. كانت تقفُ هوليا كلّ يوم أمام مدخل بيتها سارحة في الغابات الخضراء العميقة والجبال المتموّجة، تمسحُ دموعها بيديها المثقلتين بالعمل وتتأمّلُ عودة أبنائها إلى الديار.
في أحد الأيام، عاد أحد أبنائها إلى البلدة. نظرت الأم إلى ابنها المعافى بعجبٍ وسألته كيف شُفيَ من مشكلة عموده الفقري الخطيرة. تفحّص الشاب في أمّه التي فقدت سمعها وملأت التجاعيدُ وجهها وبكى. أخذها إلى خارج المنزل وأراها تمارين الفالون غونغ الخمسة، ثمّ أعطاها كتاب “فالون غونغ” بكلّ ثقة. عندما فتحَت هوليا الكتاب ورأت صورة المعلـّم، أخذت دموعها بالتساقط. ضمّت الكتاب بشدّة إلى صدرها ونظرت إلى السماء وبدأت شفتاها ترتجفان. لم تتمكّن من التعبير عن شعورها في تلك اللحظة.
بعد ذلك، ودّعت هوليا بلدتها حيث عاشت إحدى وثمانين سنة وانتقلت إلى ليما، عاصمة البيرو. في نهاية أسبوع مشمسة، رأى الجمع امرأة من الهنود الحمر تأتي إلى موقع تمارين الفالون غونغ مع ابنها. عندما بدأت موسيقى الفالون غونغ الرائقة، بدأت الأمّ مسيرة ارتقائها. بعد ممارسة التمارين ومشاهدة محاضرات المعلـّم التسعة، شعرت هوليا في اليوم التالي بألم وحكّة في أذنيها. لم يعد العالم العظيم صامتـًا بعدها، إذ استعادت سمعها. أخذت دموعها بالتساقط مرة أخرى دون توقّف. لم تستطع أن تعبّر عن امتنانها للمعلـّم الذي وهبها حياة جديدة. هي اليوم تقرأ كتب الفالون دافا كلّ يوم دون الاستعانة بنظارات. هناك صورة للمعلـّم على حائط غرفتها، تقفُ أمامها هوليا كلّ يوم وتنظرُ إليها بصمتٍ برهة، ثم تهمس: “شكرًا أيها المعلـّم”.