مهندس يشفى من ورم خبيث في الدماغ

بقلم نان خويفنج من بيكين، الصين

مايو ۲٠٠۱

أنا مهندس في حقل إختباري في الفرع الرئيسي للأركان العامة. قمتُ بأبحاثٍ علميّة في محيطٍ قاسٍ جدّا لـ ۱۸ سنة قبل أن تتدهور صحتي. في عام ۱۹۹٤، خضعتُ لصورة أشعّة مقطعيّة في مستشفى رقم ۳٠۱، وظهر لدي ورمٌ خبيث في دماغي. بعد بضعة أيّام، فقدتُ قدرتي على الحركة. أّزيل الورم في عملية جراحيّة استمرت سبع ساعات. لكن بعد ٥٤ يومًا، أظهر فحصٌ طبيّ جديد أن الورم عادَ ثانية. هذه المرّة كان بحجم ۳ سم ٤ x سم. في اليوم الـ ۸٤، بات طوله ٥ سم  ٦ x سم. فقدَ أطباءُ المستشفى رقم ۳٠۱ الأمل، وطلبوا مني العودة الى المنزل. خياري الوحيد كان الموت، فكنتُ أنتظره. أخذَت زوجتي صور الأشعة قبل وبعد العملية الى مستشفى آخر للإستشارة. عندما رأى مدير قسم أمراض الدماغ الصور، قال لها: “لا تبكي. إذا لم تستطع العملية إزالته، بقي لدينا أن نوقف تطوّره”. سألته زوجتي كم تبقى لي من الوقت، فأجاب: “وفقـًا للوضع الحالي، ثلاثة أشهر على الأكثر”.

رفضت زوجتي الاستسلام، فاستشارت جمعيّة السرطان في بيكين. قيلَ لها أنّ هناك بودرة معّينة تستخدم خصّيصًا لسرطان الدماغ. بما أنني لم أكن أملك خيارًا آخر، بدأتُ بممارسة التشيغونغ واستعمال البودرة في نفس الوقت. شعرتُ أنّ صحّتي أصبحت تحت السيطرة، لكن وحدة عملي لم تـُعِدْ إليّ نفقات الدواء. اضطررتُ لدفع ۸٠٠ يوان شهريّا بدل أدوية (كان راتب الموظف المتوسط في المناطق الحضرية ٥٠٠ يوان). كان مدخولي ومدخول زوجتي يعادلان ۸٥٠ يوان في الشهر. كانت حياتنا العائلية صعبة جدّا.

حين كنت مريضًا، تعرّضت زوجتي لضغطٍ فكري ومادي في الوقت نفسه، إلى أن تدهورت صحّتها هي أيضًا وابيضّ لون شعرها. أصيبت بأمراضٍ عدّة، منها التهاب الحوض والمعدة والأمعاء. اقترح عليها أطباء مستشفى رقم ۳٠۱ المكوث عندهم فترة، غير أن هذا لم يكن ممكنا، إذ كنت أنا وأطفالي بحاجةٍ إليها. لا أدري ما كان قد سيحصل، لو لم تجد الفالون دافا. ساعدتها الفالون دافا على مساندة عائلتنا. بدأت زوجتي تمارس الفالون دافا عام ۱۹۹٥. بعد ثلاثة أشهر، اختفت كل أمراضها. استعادت صحتها بالكامل، واستعاد شعرها اللون الأسود أيضًا. شعرتُ بفرح كبير في قلبي. عندما كانت تمارسُ التأمل جالسة في الليل، كنتُ أشعر بطاقةٍ صافيةٍ قوية تندفعُ منها. تشجّعت على قراءة الكتابين: فالون غونغ، وجوهان فالون. تأثرتُ جدّا بتعاليم السيد لي هونغجي العميقة. فهمتُ الهدف من حياة الانسان ووجوده، والأسباب وراء أمراضي. لقد أيقظتني الفالون دافا من الوهم والضلال.

أصبحنا معًا ممارسَيْ فالون دافا. عملتُ جاهدًا على القيام بالتمارين والارتقاء بنفسي حسب طبيعة الكون: الحق، الرحمة، الصبر.

بعد ستة أشهر من الممارسة، استعدتُ صحّتي بالكامل، ومن حينها، لم أصَبْ بأيّ مرض على الإطلاق. لقد أعطتني الفالون دافا فرصة ثانية في الحياة. في ديسمبر ۱۹۹٥، منحتني وحدة عملي شقة جديدة. عندما كنت أرمّمها، كنتُ قادرًا على حمل كيس من الإسمنت بوزن ٥٠ كيلو من الطابق الأول إلى الطابق الخامس. لم أشعر بأيّ تعب مع أنني عملتُ لأكثر من ۲٠ يومًا. شعرت بأنني أملك قوة لا مثيل لها. شعرت بأني أقوى مما كنت عليه قبل أن أمرض. بدأ موسم غرس الأشجار في الربيع. نظرًا لكوني عضوًا قديمًا في الحزب وممارسًا في الفالون دافا، اخترت أن أقوم بالعمل الثقيل، كحفر الحفرة لغرس الأشجار. كانت مساحة الحفرة ٥.۱ مترًا مربّعًا، وعمقها ٥.۱ مترًا، وكان هناك العديد من الصخور الكبيرة. عملت جاهدًا، واستطعتُ أن أقوم بأكثر ممّا طُلب مني.

تعلـّمنا الفالون دافا أنه على الممارس أن يكون إنسانـًا صالحًا. في العمل، كنتُ دائما أقوم بالعمل الصّعب وأفكّر في الأخرين أولاً. لم أعد أسعى وراء الشّهرة والمصالح الشخصيّة. في شهر مارس من هذه السنة، قال لي المُشرف أنه يريد طرح اسمي على السلطات كمرشّح لـ “العمّال البارزين”. مقارنة بالموظّفين القدماء الذين عملوا بقدر ما عملتُ، كانت درجتي أقلّ منهم بدرجتين. قبل أن أبدأ بممارسة الفالون دافا، اشتكيتُ كثيرًا من هذا الأمر لأنني شعرتُ أن نصيبي من المكافآت لا يتناسبُ مع العمل الذي أقوم به. منذ أن أصبحتُ ممارسًا، بدأتُ أعير أهميّة أقلّ لشهرتي ومصالحي، وأحاول أن أكون شخصًا صالحًا. فقلت للمشرف: “أنا لا أستحق مركز العامل البارز. كنتُ مريضاً لأكثر من سنة ونصف، وقد أنفقت وحدة العمل الكثير من المال على مصاريفي الطبيّة. لقد حصلتُ على الكثير. أرجوك أن تمنح هذا اللقب لشخص آخر”. في شهر يونيو، عندما طلب مني مكتب البحوث العلمية أن أكتب مقال “أعضاء الحزب الطيبون المحيطون بي” لملخّص تقييم منتصف سنة العمل، تركتُ هذا الشرف لشخص آخر.

لم تنقذ الفالون دافا حياتي فقط، لكنها أيضًا نظّفت فكري ونفسي.