امرأة تستعيد صحّتها بعد معاناتها من ورم في الدّماغ وأمراض تنكسية

روتها مكسيان وكتبتها يو جين

يوليو ۲٠٠۲

عاشت مكسيان حياة بائسة مليئة بالألم لأكثر من عقد من الزمان، لكنها الآن تتحدّث بسعادة عن كيفيّة حصولها على حياة جديدة بعد أن بدأت تمارس الفالون غونغ. وهذه قصتها:

في مارس ۱۹۸۸، عندما كانت مكسيان في الـ ٥۲ من العمر، شعرت بألم في كلّ أنحاء جسمها. كشفَ الفحص الطبيّ عن ورم بحجم ٥ سم في نصف دماغها الأيمن، ممّا أثر سلبًا على بصرها وسمعها. كان الورم قد أتلف أعصابها البصرية والسمعية، وأعصابًا أخرى أيضًا. كثرت المضاعفات بعد أن أُزيل الورم. ضعف جسدُ مكسيان جدّا؛ ما عاد لسانها قادرًا على لمس أسنانها، فبات الطعام يقع خارج فمها حين تأكل. وما عادت جفونها تغمض، وما عادت ترى أو تسمع أو تتكلم بوضوح، وبدأت تفقد الشعور تدريجيّا بأطرافها.

كانت تمشي ببطءٍ شديدٍ، إذ لم تستطع التحكّم بحركتها. كان جسمها منحنيًا حين تمشي، وكانت غالبًا ما تصطدمُ بالناس أو الأشياء. كانت تأخذ استراحة طويلة حتى لو قامت ببعض الحركة. نصفُ وجهها التوى إلى الشمال، وباتت تعابيرها تدلّ على القسوة. كانت تتكلم ببطء، كلمة كلمة. تضرّرت غدتها الدمعية أيضًا، فباتت دموعها تسيل تلقائيّا، فتمسحها بمنشفةٍ صغيرةٍ تحملها معها دائمًا. كان يغمى عليها أيضًا دون أي إنذار. تضررت أجزاءٌ أخرى من جسمها، فاضطرّت للاعتماد على الأخرين لمساعدتها في حياتها اليومية. بحثا عن علاج، جرّبت مكسيان أشياء مختلفة، كالعلاج الفيزيائي، الأدوية الصينية التقليدية، وحتى الأطباء الشعبيين. قالت: “عشتُ حياة بائسة في ذلك الوقت”.

غالبًا ما كانت تسأل نفسها: “هل من شيءٍ يساعدني على التوقّف عن الاعتماد على الغير؟ أهكذا سأبقى طوال حياتي؟” وفي يوم، شاهدت على شاشة التلفاز تقريرًا عن الفالون غونغ، يذكرُ أن هذا التمرين جيد جدّا. في ذلك الوقت، كانت لديها رغبة بتعلم طريقة الممارسة، لكنها لم تعرف أين تجدُها.

قبل ثلاث سنوات، شاهدَت جماعة يمارسون تمارين الفالون غونغ في إحدى الحدائق العامة. فتمكّنت في اليوم التالي من الذهاب إلى ذلك المكان، حيث علـّمها الممارسون أحد التمارين: وضعية الفالون وقوفا. غير أنه كان من الصعب على مكسيان أن ترفعَ ذراعيها الى الأمام. كانت تشعر بألم شديد، فتنزلهما. بعد أن عادت إلى المنزل، قالت لنفسها أنه من الصعب جدّا القيام بالتمرين، وقرَّرت عدم الذهاب في اليوم التالي. لكن عندما استيقظَت في الصباح، ذهبَت مشيًا إلى موقع الممارسة في الحديقة، لتعلـّم التمارين. كانت تشعرُ بالتعب كلّ مرّة بعد التمارين، وتقرّر أن تتوقّف عن الذهاب. لكنّ قوّة مّا كانت تدفعُها للذهاب في الصباح التالي.

بعد ۳ أشهر، لاحظَت مكسيان أنها لم تعدْ بحاجة لتناول المسكّنات التي كانت تعتمدُ عليها لسنوات طويلة. فقرّرت متابعة التمرين، إذ كان الأمر بمثابةِ تشجيع لها. تمكنت تدريجيّا من رفع ذراعَيها إلى مستوى عينيها، ثم فوق رأسها. وتمكّنت من تمديد فترة التمرين، من ثوان الى دقائق، ثم إلى إنهاء تمرين النصف ساعة. حتى قدماها تحسّنتا؛ ففي البدء، لم تستطع أن تثنيهما لتقوم بوضعيّة اللوتس في التمرين الخامس، لكنها قامت بتحسّن كبير مع التدريب. بعد مرور ثلاث سنوات، وجدَت نفسَها تقوم بأشياء لم تستطع القيام بها سابقـًا. تحسنت قدرتها على المشي كما زادت ثقتها بنفسها.

تتطلب الفالون غونغ أيضًا من الممارسين أن يحسنوا أخلاقهم، فيقرؤون الكتاب ويدرسون الشرع بعد قيامهم بالتمارين. بدأت مكسيان بقراءة جوهان فالون أيضًا بعد أن مارست التمارين لفترة من الوقت. في البدء، كانت قادرة فقط على قراءة كلمة أو كلمتين. فقرّرت عدم إضاعة وقت الممارسين الأخرين، وقالت لنفسها: “لن أقرأ الكتاب. سأكتفي فقط بالقيام بالتمرين”. غير أن الممارسين قاموا بتشجيعها على المشاركة في القراءة الجماعيّة كلّ مساء. وقامَ أحدهم بمساعدتها على فهم العلاقة بين قراءة الكتاب، ودراسة الشرع، والارتقاء. وبما أن مكسيان أرادت الارتقاء حقا، قررت القراءة مجددًا.

بدأت بالقراءة ببطء، كلمة بعد كلمة. ثم أخذت تقرأ جملة كاملة، ترتاح قليلاً، ثم تقرأ الجملة التالية. وهكذا حسّنت مكسيان قدرتها على قراءة الكتاب. أمّا اليوم، مكسيان في سن الـ ٦٥ لديها رؤية واضحة وقدرة على التحدث بسهولة. تستطيعُ قراءة الكتاب ودراسة الشّرع مع الممارسين الأخرين بنفس السرعة، كما التحدّث بوضوح ومناقشة المواضيع مع ممارسين آخرين.

للعديد من ممارسي الفالون دافا قصصٌ شبيهة بقصة مكسيان. لكن تجربتها الشخصيّة تلزمها بالقول أمام الجميع ومن عمق قلبها: “أشكر كلّ زملائي الممارسين على مساعدتي، وأشكر المعلـّم لي على إعطائي حياة جديدة”.