الشفاء الأعجوبي لسيّدة

بقلم ليو يونغوو من تورونتو، كندا

مارس ۲٠٠۱

أدعى لي يونغوو. أنا في الـ ٤۷ من العمر وأعيش في تورونتو. في العقود القليلة الماضية، أصعب ما واجهته في الحياة كان المرض. كنتُ ضعيفة جدّا وأعاني من العديد من الأمراض: الأرق، التهاب المفاصل، النوابت العظمية في الفقرات العنقية، قرحات في كتفي، أمراض نسائيّة، تحفيز العظام في كتفي، وضمور العضلات. وإضافة إلى كلّ ذلك، بدأت أعاني من الإسهال المزمن بعد أن أنجبت طفلي الأوّل عام ۱۹۸۱. تناولتُ الأعشاب الطبيّة الصينيّة لمدة ٤ سنوات، لكنني لم أاشعر بالرّاحة يومًا واحدًا.

عام ۱۹۹٦، أصبت بنزيف هائل بسبب ورم في الرّحم تطلـّب عملية جراحية. بعد العملية كنتُ أعاني من آلام حادة بسبب الشقّ. لم أستطع النوم وفقدتُ شهيّتي. كان شعوري بالضعف والمرض يتزايدُ كلّ يوم ولم أكن أعرف السبب.

أطبّاء الغرب لم يقدروا على معرفة أسباب علـّتي. أمّا أطباء الصين فقالوا أنني ضعيفة جدّا ولم يكن جسمي يهضم الغذاء الكافي. كنتُ منهارة. في ذلك الوقت، كنتُ أبلغ من الطول ٥ أقدام و۱۱ إنشًا (۱۸٠ سم) لكن وزني لم يكن يتعدّى ۷٠ باوند (۳۲ كغ). حتى في شهر أبريل كنت أرتدي معطفا لأبقى دافئة. كنتُ أرتجفُ من البرد حتى عندما ألفّ نفسي بغطاء سميك. حينها فهمتُ معنى مقولة صينية: “ضربَ المرضُ أعضاءَ الجسم الحيوية، وباتَ من المستحيل علاجه”.

عام ۱۹۹٥، اضطرّ زوجي للعودة إلى بيكين لتأمين لقمة العيش وبقيتُ أنا وابنتيّ الاثنتين في كندا. كانت ابنتي الكبيرة قد بدأت الدراسة في المرحلة الثانوية وكانت الصغرى في الرابعة من العمر. كنتُ ملزمة بالبقاء في السرير ولا أستطيع أن أعدّ الطعام، فلم تكن

ابنتاي تتناولان الطعام الساخن كلّ يوم. اضطرّت ابنتي الكبرى أن تأخذ إجازة طويلة من المدرسة لتعتني بي. كانت ابنتاي تبكيان كل يوم، ممّا أقلق زوجي. لكنه لم يتمكّن من المساعدة إذ لم يستطع ترك عمله في الصين. كنتُ يائسة بلا أمل.

في أحد الأيام، أتاني جاري بكتاب عنوانه “جوهان فالون” وقال لي أنه كتابٌ جيّد. قرأت الكتاب وشعرت حقـّا أنه كتابٌ جيّدٌ، إذ أنّ الكاتب كان صاحبَ منطق سليم جدّا. لكن حينها لم أفهم معنى الكتاب الحقيقي، فأعدته إلى جاري وقلت له: “حقـّا إنه كتاب جيّد، لكنه ليس للشفاء، وأنا ما زال عليّ أن أشفي نفسي. فلا أستطيع الاستفادة منه”. أما الآن، أشعر بالندم كلّ ما فكّرت في ذلك الموقف، إذ ضاعت سنتان قبل أن أعود وأقرأ الكتاب مجدّدًا.

كلّ مرّة كنتُ أذهب إلى المستشفى كانو يأخذون مني ٥ أنابيب من الدم للقيام بالفحوصات. لم يتبقَّ لي الكثير من الدم، فتوقفت عن الذهاب. لكنني لم أرد أن أموت في كندا، فقرّرت العودة إلى بيكين. كان أحد اصدقائي طبيب، فخشي أني لن أتحمّل الرحلة. قال أنه من المستحيل علي أن أذهب إلى الصين لأنّي كنتُ ضعيفة جدّا ولم يكن يمكنني حتى الكلام. (كان عليّ أن ألتقط أنفاسي بعد أن أتلفظ بجملة قصيرة). كان نبضُ قلبي ضعيفا جدّا كأنه غير موجود. فاعتقدَ أنني سأموت على الطائرة بالتأكيد. رغم ذلك، كنت متأكّدة أنني أستطيع الذهاب. وضعني صديقي على كرسي متحرّك، لكنّ شركة الطيران منعتني من السفر، إذ أنها اعتقدت أيضًا أنني سأموت على الطائرة. وقّــّعتُ عندها وثيقة تفيدُ بأني أتحمّلُ كامل مسؤولية ما يجري لي على الطائرة ليسمحوا لي بالذهاب. كنت مجهزّة بالأوكسيجين ورافقني صديقي الطبيب الذي كان مستعدّا لمعالجتي عبر الوخز بالإبر في أيّ وقت. عندما وصلتُ إلى بيكين، أُدخلتُ المستشفى فورًا. قضيتُ سنتين في بيكين محاولة أن أجد علاجًا، لكنّ عذابي استمرّ مطولاً. تناولتُ كلّ يوم الحبوب المنوّمة والجرعات طويلة المدى. غطت ثقوبُ الإبر يديّ وتحوّلت بعدها إلى تقرّحات.

عام ۱۹۹۷، اضطررت للعودة بجسدي الضعيف إلى كندا، إذ كان على ابنتي أن تبدأ المدرسة الإبتدائية. قبل أن أغادر الصين، ذكّرني الطبيبُ مرّات عدّة بتناول الحبوب المنوّمة والهرمونات كلّ يوم لتفادي نوبة قلبية يمكنها أن تقضي علي. عند عودتي إلى كندا، لازمتني فكرة واحدة: عليّ أن اقرأ “جوهان فالون”. عليّ أن اقرأه مرّة أخرى! التقطتُ الكتاب أخيرًا وقرأته مرّة بعد مرّة بعد مرّة بتركيز تام. فهمتُ أخيرًا لماذا يمرضُ الانسان، كيف يتخلصُ من المرض، وكيف يتجنبُ المرض بعدها. فهمتُ أيضًا أهمّية أن يكونَ الإنسان فاضلاً وألاّ يرتكب الذنوب. علمتُ حينها أنني حصلتُ على شيء ثمين.

منذ ذلك اليوم، لم أتوقّف عن قراءة “جوهان فالون” ولن أتوقّف أبدًا! بعد أن قرأتُ الكتاب وقمتُ بالتمارين، تفاجأتُ بأنّ كلّ أمراضي اختفت بعد شهر واحد. عندما كنتُ أعملُ في هونغ كونغ، أنفقَ مديري الكثير من المال لمعالجة ضمور العضلات التي كنتُ أعاني منها في قدمي. غير أنّ الأخصائيين الطبّيين هناك عجزوا عن أن يخففوا من حدّة الألم. عجز الطبّ المعاصر عن حلّ مشكلتي، لكن الفالون غونغ عالجت كلّ أمراضي خلال شهر واحد دون أن أتكلـّف أيّ مال. هل تصدّقون ذلك؟ أنا أعلم أنه يصعبُ تصديقُ الأمر، لكن هذه هي الحقيقة المطلقة. فالون غونغ أنقذتني من حالة اليأس التي كنت أعاني منها.

باستطاعتي الآن أن أنام وآكل بشكل طبيعي إذ لم أعد أعاني من أيّ مرض! أبدو رائعة وأشعر بالحيوية. أستطيعُ السير بسرعة وأبدو أصغر سنـّا كلّ يوم وأشعر بذلك أيضًا. ما زال زوجي يعملُ في الصين، لكنه مرتاحٌ جدّا إذ لم تعد هناك حاجة للقلق علي. عادَت حياتي العائلية إلى طبيعتها مرّة أخرى. أما ابنتاي فتعملان جيّدًا في المدرسة. فالون دافا جلبت السعادة الحقيقية إلى عائلتي وأعطتني حقـّا حياة جديدة. هذه الكلمات تنبع من صميم قلبي: فالون دافا رائعة.