بقلم يي شوجين، عضوة في هيئة التدريس في جامعة تايوان الوطنية، تايباي، تايوان
أبريل ۲٠٠۱
اسمي يي شوجين، وأنا عضوة في هيئة التدريس في جامعة تايوان الوطنية. كامرأة علم، قبولي للفالون دافا وإيماني به يرتكزان على أساس المنطق. خلال سنوات من الممارسة، خضع جسمي وفكري إلى تحسّنات عدّة، كلّه بفضل قدرة الفالون غونغ.
تحسّنات الفكر والجسد
بعد أن بدأت ممارسة الفالون دافا، تغيّر موقفي تجاه عملي. في السّابق، كنت دائمًا أخاف من الواجبات التي يمكن أن تسبّب خلافاتٍ شخصية. عندما كان يُطلب مني أن أقوم بمثل هذا النوع من العمل، كنت أحاول التهرّب منه قدر المستطاع. بعد أن بدأت بممارسة الدافا، تعلّمت تدريجيّا أن أدع الأمور تأخذ مجراها الطبيعي وأن أفعل كل شيءٍ بروح محبّة. هذا التغيير هو نتيجة تعاليم الفالون دافا التي تقول أنّ على الممارس القيام بواجباته في العمل على نحوٍ جيّدٍ. مع ممارسة الدافا، يتخلى الإنسان عن رغباته ويتعلـّم الصمود، ممّا يجعل الفكر هادئا ومطمئنا. يبدو الأمر شبيهًا بالكسل أو الضعف، لكن حين نحافظ على فكر هادئ، تصبح علاقاتنا مع الآخرين متناغمة وتنحلّ الأمور بشكل يرضي الجميع. بينما عندما يحاول كلّ منا السيطرة على الأمور، تبدأ الصراعات فيما بيننا، وتمتلئ حياتنا بالنزاعات. الهدوء والصبر اللذين طوّرتهما في نفسي، والطيبة التي أعامل بها الآخرين، ترسّختا في قلبي شيئا فشيئا، ممّا حسّن علاقاتي مع الآخرين وعلاقاتي العائلية. عندما كان ينتقدني زوجي في السابق، كنت أشعر بالظلم، وأحاول النقاش معه بطريقة منطقية، لكن دائمًا ما كانت تؤدي بنا الأمور إلى جدال. بعد أن بدأت بممارسة الفالون دافا، تغيّرت طريقتنا بالتعامل مع الأمور نحو الأفضل. لم نعُد نتجادل حول الخلافات، كبيرة كانت أم صغيرة. ساعدت ممارسة الدافا عائلتي على أن تصبح أكثر تناغمًا. يعلـّمنا المعلـّم أن نفكّر بالآخرين قبل أنفسنا، بما فيهم أفراد عائلتنا. فعندما نتعامل مع الأمور بمحبّة وطيبة، تزول الخلافات فيما بيننا. الارتقاء لمبادئ الحق، الرحمة، الصبر، حرّر فكري ونفسي وباتت حياتي هادئة، ممتعة، وخالية من المتاعب.
اختفت أمراضي المختلفة
فالون دافا هي ممارسة الارتقاء، وليست كسائر ممارسات التشيغونغ التي تهدفُ إلى فقط التخلـّص من المرض. لكن إذا إستطاع الممارسون من التخلـّص من رغبتهم في شفاء أمراضهم، وعملوا بدلاً من ذلك على الارتقاء بأنفسهم، يخضع الجسد لتغييرات مدهشة. قدرة الدافا العجائبية على الشفاء كان لها دورها في جسدي أيضًا. فقبلَ أن أبدأ بممارسة الدافا، كنت أعاني من عدّة أمراض، كآلام الرأس والمعدة، والأرق، وسلس البول، وآلام في الظهر، والتصاق الليف، والسكري، وأمراض أخرى اختفت جميعها مع الممارسة. من بين هذه الأمراض، كانت آلام الرأس، والتصاق الليف ومرض السكري من أكثر ما يزعجني. بدأت أعاني من ألام الرأس منذ شبابي، واستمرت المعاناة لحوالي العشرين أوالثلاثين سنة، وكانت العوارض تسوء أكثر مع الوقت. منذ أكثر من عشر سنوات، كانت الآلام قد بدأت تظهر مرّة كل أسبوعين أو ثلاثة، وتستمرّ عدّة أيام، كنت خلالها أتناول المسكّنات كلّ خمس أو ستّ ساعات. ولأنّ المسكّنات نفسها تفقد فعاليتها بعد فترة من تناولها، اضطررت إلى تناول أنواع مختلفة منها عبر السنين. إضافة إلى أن الألم كان يبدأ في أيّ مكان وأيّ زمان، فكان عليّ حملُ أدويتي أينما ذهبت.
عام ۱۹۸۸، خضعتُ لعملية جراحية نسائية، أدّت بي إلى المعاناة من آلام مبرّحة في منطقة البطن كلّ شهر أو اثنين. وفي كلّ مرة كانت تظهرُ هذه الآلام، كنت أتعرّقُ من رأسي حتى قدميّ من شدّتها، وأتقلّب شمالا ويمينا للتخفيف من حدّتها، لكن دون جدوى. بعد عبور هذ الأزمة، كنت دائمًا أشعر أنني عدت من حافة الموت. ذهبتُ لرؤية طبيب فيما يتعلـّق بهذه المشكلة، فقال لي أن هذه الآلام ناتجة عن التصاق الألياف، وهي عارضٌ جانبيّ للعملية التي خضعت لها، وأنه من الصعب جدّا علاجها. في صيف ۱۹۸۹، أصبتُ بمرض السكري، وبدأت بتناول حقن الأنسولين كلّ صباح وكلّ مساء ابتداءًا من عام ۱۹۹٦.
كنتُ أعرف اختصاصيّا في الطب الصيني التقليدي، وكان قلقـًا جدّا على صحّتي. لطالما طلبَ مني أن آخذ فرصة طويلة للتعافي، وحذرني من قلة الراحة. كنتُ قلقة من أني لن أرى ابنتي تكبُر ولن أكون هناك لأساعدها على اختيار الطريق الصحيح في حياتها. لكن عندما بدأت ممارسة الدافا، أخذت حياتي بالتحوّل جذريّا نحو الأفضل. كلّ تلك الأمراض اختفت، ولم أعدْ بحاجةٍ لاتـّباع نظام غذائي معيّن، بل بات بإمكاني تناول أي شيء، حتى الحلويات. أنامُ ٥ أو ٦ ساعات يوميّا، ولا أشعرُ بأيّ تعبٍ على الإطلاق، بل أشعر بالصحة والحيويّة. لم أعدْ أقلق من الطقس البارد، بل أرتدي قميصًا صيفيّا حتى عندما تكونُ الحرارة حوالي الـ ١٠ درجات، ولا أصابُ بالبرد أبدًا. في السابق، كنت دائمًا أشعر أن جسمي باردٌ كالثلج، خاصّة عندما أنام في المساء، إذ كانت يداي وقدماي تتيبّس من البرد. كنت ألفّ جسمي في الليل لأشعر بالدفء. أما الآن، فأشعرُ بتيّار دافئ يملءُ جسمي حين أنام. لم أعدْ أحتاج في السنوات القليلة الماضية إلا لبطانية خفيفة أغطّي بها نفسي حين أنام، بدلاً من اللحاف السّميك الذي كنت أستعمله. كان العديد من الناس شهودًا على شفائي من أمراضي بعدما بدأتُ بممارسة الدافا، وهم سعيدون جدّا وغالبًا ما يهنئونني على خروجي من دوّامة المرض القاسية.
فالون دافا قلَبَت حياتي رأسًا على عقبٍ وحوّلت صحّتي المتدهورة إلى نشاط مستمرّ. كنت أقول دائمًا أن الحياة تبدأ بالانحدار عندما يبلغ الإنسان الـ ٤٠ أو الـ ٥٠ من العمر، وهي حالة عاينتُها بنفسي. لكن عندما بدأت أمارس الفالون دافا، انقلب درب النزول صعودًا. لن أتوقّف أبدًا عن ممارسة الفالون دافا، إذ هي التي خوّلت لجسمي وفكري المرور بكلّ هذه التغييرات في فترة زمنية قصيرة.